Vizier Ja'far ibn Hinazabah and Some of His Opinions in the Science of Criticism and Emendation

اعتنى علماء هذه الأمة بسنة النبي _ صلى الله عليه وسلم عناية فائقة، وخاصةً بعد ظهور الفتن، فبرز رجال عظماء لحفظ السنة النبوية وتدوينها ودراسة أسانيدها، ومن هؤلاء إمام ليس له مزيد شهرة إلا أَّن شأنًا عظيمًا في علم الحديث النبوي الشريف، ألا وهو الحافظ المُحدث الوزير أبو الفضل جعفر بن الحسن الفرات، المعروف بابن حِنْزابة، المولود عام (308هـ)، والمتوفى (391هـ)، فعمدتُ إلى التعريف به وذكر نسبه ومولده ونشأته، والحقبة الزمنية التي عاشها واستلم فيها الوزارة عهد الدولة الإخشيدية، ثم إبراز مكانته العلمية وأهم مصنفاته فيه، وثناء العلماء عليه، فقد اشتهر - رحمه بالحرص على طلب الحديث، وحضور مجالس العلماء، فكان ملازمًا لأهل حتى أصبح محدثًا حافظًا شهد أهل زمانه وغيرهم بذلك، وقصده الأفاضل من البلدان الشاسعة ليسمعوا منه ويأخذوا علمه، وقد سمع ابن حنزابة عدد المحدثين العراق ومصر، وسمع كذلك كبار أمثال الإمام الدارقطني، وُصف إضافة لما حباه وحب للعلماء بأنه كان صاحب عبادة وتقوى ذلك حرصه قيام الليل، وكثرة الصدقات. عُنِيْتُ بإبراز جهوده الجرح والتعديل وذلك ببيان عنايته بهذا العلم، تكلم بعض الرواة، وهذا ينبئ عن معرفته بالرجال دقيق جليل لا يخوض غماره وهبه العلم الغزير والحفظ الدقيق، وافق كلامه غالبًا كلام النقد والتعديل، كان- ينقل ألفاظ الدارقطني وينقل أحيانًا أقوال الحكم الرواة ولا يعقب عليهم مما يدل موافقته لهم، رجع الأئمة الكبار لكتاب لمعرفة سبب جرح الراوي قدرته ومكانة كتبه بين تتبعت أقواله والذي يستخدم فيه لفظ "ضعيف"، وممن نقل حجر أمير المؤمنين مكانة ومعرفته بالرجال. وتتبعت التعديل والتي تنوعت بين: ثقة، وشيخ صالح، وصدوق مغرق فِي الكتابة، وغيرها، مع مقارنتها بأقوال غيره أئمة النقد، تُعقِّب مسائل يسيرة كأسماء شيوخ الرجال، ورجح كبار.